فرحة TV
الإثنين 31 مارس 2025 11:58 صـ 1 شوال 1446 هـ
فرحة TV
رئيس مجلس الادارةوليد أبو عقيلرئيس التحريرسيد عبد النبي

كراهية إنجاب الإناث اعتراض على حكم الخالق

فاطمة رضا
فاطمة رضا

تزال قضية تفضيل انجاب الذكر عن الانثي والتي كانت مسيطرة علي افكار المجتمع منذ الجاهلية، وقد حكى الله عنهم ذلك في محكم كتابه، حيث قال:«وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ»
رغم تأكيد المجتمع أن المرأة أصبحت مساوية للرجل في الحقوق والواجبات، خاصة بعد تقلدها مناصب مهمه، الا ان انجاب الإناث لا يزال مشكله مؤرقه في مجتمعاتنا فالكثيرون يفضلون انجاب الذكر عن الانثى ولا يفرق هذا التفضيل بين غني او فقير ولا امي و متعلم، فلا تزال الرغبه الكامنه في انجاب الذكر مستحوذة على عقلية الكثيرين، فالمسالة ليست مرتبطه بالمستوى التعليمي ولا حتى الاجتماعي لهؤلاء، فالكثير يفرح بانجاب الذكر ويحزن بانجاب الانثى لدرجه ان هناك مئات من حالات الطلاق تقع في البلاد العربية والاسلامية بسبب انجاب الإناث وكذلك هناك زوجات كثيرات تعرضن للاضطهاد والظلم من الازواج للسبب نفسه،
فاسباب كراهيه انجاب الإناث الخوف على الفتاة من غدر الايام وعدم الاطمئنان عليها مستقبلا في زواجها كما ان هناك الكثير من الاسر ترفض فكره التعب في تربية الانثى وتعليمها والانفاق عليها لانها بعد كل ذلك ستذهب الى رجل غريب بعد زواجها وقد يكون بعض الناس يعتبر ان الانثي عارا هؤلاء يعيشون جاهليتهم ويعتبرون ان الانثى عارا، وقد يكون من يخف العهر من نسائه لا شك انه عاهر وداعر ولو لم يكن كذلك لما ظن بابنته او اخته او زوجته سوءا،
لذلك الكثير من الناس يعتبر ان الذكر سوف يحمل اسم والده ويخلده، وكأنّه يوم تبتلعهم أرحام الأرض من جديد ليواجهوا حسابهم، سيفرق معهم كثيرا إن كانوا قد تركوا وراء ظهورهم ذكورا أو إناثا،
فلم أكن أتصور وجود بعض الرواسب الجاهلية في عقول بعض الآباء والأمهات من كراهية إنجاب الإناث، ولم أكن أتخيل بقاء هذه العادة الجاهلية في عقول هؤلاء.
فمن ولدت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها -يعني الذكر عليها- أدخله الله بها الجنة.
واستشهد بقوله تعالى "لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ".
وقال صلى الله عليه وسلم: من كان له ثلاث بنات او ثلاث اخوات او ابنتان او اختان احسن صحبتهن واتقي الله فيهن فله الجنه،
فهل نسمح لأنفسنا الأمارة بالسؤ، ان تقودنا للجاهلية ثانية فمن لنا عند الكبر غير زوجاتنا وبناتنا وابنائنا، بعد الله تعالي، اما الجزاء فهو من الله عز وجل، وفيه لا فرق بين ذكر وانثى فالله سبحانه يقول، «ومن عمل صالحا من ذكر وانثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنه يرزقون فيها بغير حساب»
فالقرار النهائي بتحديد جنس المولود هو امر الله تعالى وإرادته
والمؤسف في الامر ان النساء انفسهن يسهمن في ذلك فنري مثلا الجدة وهي أنثي لا تريد لابنها الا ولدا ذكرا، يا سبحان الله!
اهكذا نعاكس إرادة الله، ونفرض رأينا في هذه الأمر، وكم تمزقت أسر، وضاع اطفال من وراء هذه النظرة التشاؤمية و اللامنطقية،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم
لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات
إنّ الأبوّة فرصة عظيمة تمنحها لنا الحياة، فعيشوها بكلّ أفراحها وأشواقها وخوفها وأخطائها وسرّها وصبرها وتعبها، فرصة رائعة لن يعرف قيمتها إلاّ من حرم منها، فلا تفسدوها بشطر القلب إلى نصفين: نصف للذّكور ونصف للإناث، إذا امتلأ أحدهما فرغ الآخر.