(١٣) حكاية التردد
بعيدا عن الثقة بالذات وقوة الإرادة وبصرف النظر عن النضج والخبرة والتجارب الحياتية وقوة الشخصية يمكن الإنسان أن يمر بمرحلة من التردد تطول أو تكثر وربما تدوم طويلاً ولا تبرحه سواء فى اتخاذ القرارات الهامة أو العادية خاصة تلك القرارات المصيرية التى تخصه أو تخص غيره أو يكون أثرها مشترك بينه وبين غيره خاصة الأشخاص المسؤولين منه لأنه فى النهاية يتحمل تبعات تلك القرارات بشكل مباشر أو غير مباشر كتلك المتعلقة باختبارات صعبة سواء زواج أو طلاق أو خلافات أو وظيفة أو شراكة أو تعاقد أو سفر أو إنهاء علاقة أو الدخول فيها أو الالتحاق بنوع من التعليم بما يتبعه من حسن اختيار أو سوء اختيار بما تفرضه الظروف المحيطة ومدى القدرة على التأقلم سواء بمحض اختياره أو كان مرغم عليها بما تفرضه المعطيات وما يمكن أن يقبله الأخرون أو يقبله هو ذاته عن رضا أو جبر واضطرار
والتردد هو آفة العلاقات المضطربة بما يتضمنه من الخوف من اتخاذ القرار بما يمنعه من السير فى اتجاه أو التراجع أو الوقوف عند مفترق الطرق حيث يقف عاجزا عن اتخاذ القرار على خلفية فشل سابق أو سقطات سابقة أو عدم ثقه فى الذات أو فى الطرف الأخر حيث يصبح الإنسان فى مرحلة ضبابية واختناقا من اتخاذ القرار
وأحيانا يكون التردد مبررا وأحيانا يكون على خلاف ذلك بما يعطل مسيرة الإنسان ورغبتة فى اجتياز الإختبار أو المرور بالتجربة والخوض فى غمارها لأنه لا يملك الشجاعة الكافية فى المواجهة واتخاذ الخطوة التالية أو أنه مدفوع بخبرات سلبية وهزائم سابقة وخيبات محفورة فى الذاكرة
وفى كل الأحوال يظل التردد آفة ملعونة تعطل مسيرة الإنسان وتقعده عن تحقيق طموحه أو تؤخر تحقيق غاياته أو توقفه حيث هو ويمضي به العمر دون تحقيق الذات أو بلوغ المرام والأماني
# بقلم حمدى بهاء الدين