فضفضة إمرأة مع بحر هادئ
اليوم جئت إليك بإرادتى ، غير مرغمة مدفوعة إليك بدافع الحب والشوق والرغبة ، جئت إليك أيها البحر راغبة فى البلل ، راغبة فى ركوب الموج ، لم أعد أخشى العاصفة ، راغبة أن أغوص فى الأعماق أفتش عن مكنون نفسك وأكتشف تلك الجواهر الكامنة فى الأعماق
جئت إليك بعدما كنت ممتنعة وغير راغبة لأسباب ترجع إليك حيث كنت بالنسبة لك مجرد إمرأة ، مجرد شئ ، لم أكن فى بؤرة مشاعرك ، لم أكن متمكنة من وجدانك ، لم أكن فى دائرة أولوياتك لأنى كنت فى دائرة المضمون وكنت أظن أنى المتاح
نعم كنت أحبك ولا أرى غيرك ، كنت أغار عليك من كل شىء ومن أى شىء ، أغار عليك من نجاحك ومن نفسى ومن نفسك لقد كنت الهواء الذى أستنشقه والنور الذى يضئ ظلمة روحى والأمل الذى يجعلنى مقبلة على الحياة
لم تكن مجرد بحر ، كنت بحرى أنا وحدى ، كنت موجى وعاصفتى والمرفأ الذى أبيت فيه كل ليلة مطمئنة ، كنت قدرى الذى لطالما حمدت الله عليه ، كنت الماء العذب الذى يسرى فى وجدانى والروح التى تجرى فى عروقي لكنك لم تكن تفهم ، لكنك لم تكن تدرك حجم مشاعرى ولا تدفقات وجدانى
نعم عدت إليك بعد هذا الفيض من الحب ، عدت بعد صفاء روحك ونقاء وجدانك وتوجه بوصلتك نحوى وحنو موجك وهدوء عاصفتك ، عدت إليك بعدما أصبحت المرفأ الوحيد والحضن الوحيد والمرأة الوحيدة التى تقنعك جسدا وروح
عدت لأعترف لك أنك البحر الذى هيمن على روحى وتمكن من وجدانى وسيطر على مشاعرى رغم كل الشك والظنون التى كنت أعانيها والنار التى كانت تأكل هنائتى ، رغم مبالغة الحزن وقسوة الليالى الباردة التى نمت فيها باكية دامعة فى غيابك
عدت إليك أيها البحر لأقول لك أنى أحبك ولم أحب سواك يوم ما ، عدت إليك لأكون خاتمتك وتكون خاتمتي ليكتمل بك كل شىء فأنت كل شىء ومن غيرك لا شىء