رسالة ماجستير بـ ”دراسات بنات” الزقازيق توصي بعقد مؤتمر دولي لمناقشة إشكاليات المنهج العلمي في التفسير المقارن
أوصت الباحثة آية عبد العظيم خضر ، بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق ، في رسالة لها لنيل درجة الماجستير ، والتي جاء بعنوان : "مقارنة بين تفسير "مفاتيح الغيب" للفخر الرازي وتفسير "اللباب في علوم الكتاب" لابن عادل من أول قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان" النور آية (٢١) إلى قوله تعالى: "وكان ربك بصيرا" الفرقان آية (٢٠) .. دراسة تفسيرية تحليلة"، بضرورة تبني فكرة عقد مؤتمر دولي تحت عنوان: " التفسير المقارن.. إشكاليات المنهج العلمي والمنطلقات الفكرية والعقدية - نحو مشروع علمي موحَّد لموسوعة رائدة في التفسير المقارن".
وحصلت الباحثة آية خضر، على درجة التخصص "الماجستير" بتقدير "ممتاز" ، وناقشتها لجنة مكونة من الدكتورة وردة عبد الرحمن عبد السميع رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية ، مشرفًا أساسيًا ، والدكتورة تهاني حسانين البقلي أستاذ التفسير وعلوم القرآن ، مشرفًا مشاركًا ، والدكتور عطية طه الزلمة أستاذ التفسير وعلوم القرآن المتفرغ بالكلية مناقشًا داخليًا، والدكتور جبر عز الرجال أبو زيد أستاذ التفسير وعلوم القرآن المتفرغ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة مناقشًا خارجيًا.
ووجهت الدراسة عناية الباحثين والباحثات في مجال التفسير المقارن، إلى التركيز على جانب واحد من جوانب التفسير، كعلوم القرآن مثلا أو اللغة، أو الأحكام الفقهية ، أو المسائل العقدية والفلسفة، مشيرة إلى أن التركيز على جانب واحد منها سوف يسهم في إفراز بحوث علمية متعمقة تحظى بثراء علمي كبير، وشهدت المناقشة حضورا مكثفا لكوكبة بارزة من عمداء كليات الجامعة وأساتذتها، ولفيف من أصدقاء والد الباحثة الدكتور عبد العظيم إبراهيم خضر أستاذ ورئيس قسم الصحافة والنشر السابق بكلية الإعلام جامعة، من بينهم الدكتور أحمد زارع أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام بجامعة الأزهر والمستشار الإعلامي لجامعة الأزهر، والدكتور محمود عبد العاطي استاذ الإذاعة بالكلية ، والدكتور محمود الصاوي وكيل كليتي الإعلام والدعوة جامعة الأزهر السابق ، والدكتور احمد ربيع الاستلذ بجامعة الأزهر ، ولفيف من أساتذة التفسير والباحثات في قسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية .
وكشفت الدراسة، في نتائجها عن أن الخلفية المرجعية للإمام الفخر الرازي المتمثلة في تفوقه في علم الكلام والفلسفة، فضلًا عن إحاطته بمجموعة من العلوم والمعارف السائدة في عصره، قد ألقت بظلالها على تفسيره لكتاب الله ؛ إذ لم يلتزم بما درج عليه المفسرون من قبله، فتوسَّع كثيرًا في عرض المسائل والإجابة عنها، وناقش كثيرًا من المسائل العلمية، كتوسعه في الحديث عن الطيور والحيوانات والحشرات، وأدخل كثيرًا من معطيات المعارف الفلسفية في تفسيره لبعض الآيات ، كتوسعه في تفسير لفظ "النور" ، وإطلاق اسم "النور" على الله – تعالى - في قوله: " الله نور السماوات والأرض".
كما كشفت الدراسة التي وقعت في أكثر من 800 صفحة بحثية ، عن أن اهتمام الإمام ابن عادل بتوظيف المباحث اللغوية في تفسيره ، ومن أبرزها مايتعلَّق بالجانب الصرفي في منهجه في الاشتقاق ، والجانب النحوي عنده ، وتابعه للأوجه المختلفة في المسألة الواحدة ، ويُظهر ذلك جليًا موقفه من القراءات القرآنية .. كما تميز بربطه بين الإعراب والمعنى .. وذلك مثل تفسيره لكلمة "الأيامى" في قوله تعالى: "وأنكحوا الأيامَى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم.." مفصلًا القول في الأصل اللغوي لكلمة "أيِّم" ومعناها ، ومستدلًا بالعديد من الشواهد الشعرية.
وقسمة الباحثة الدراسة إلى ثلاثة أبواب مهمة ، حيث شرحت في المقدمة أهمية البحث وأسباب اختياره ، وعرض للدراسات السابقة ، وتوضيح لمنهج الدراسة ، حيث أشارت الباحثة إلى أنها استعانت بثلاثة مناهج علمية في دراستها هي: المنهج الاستقرائي ، والمنهج المقارن ، والمنهج النقدي ، ثم بيان بتقسيم الدارسة، وتضمن التمهيد توضيحًا لقيمة التفسير المقارن ، وأهميته العلمية الكبرى في إثراء علم التفسير والعلوم المرتبطة به.
وناقشت الدراسة - في الباب الأول المعنون بـ ( الإمامان "الرازي" و "ابن عادل" .. ومنهجهما في التفسير) ، حياة كل من الإمامين ، وسيرة كل منهما ، ومنهج كل منهما في التفسير، وفي الباب الثاني ناقشت ( المقارنة بين تفسير الإمامين من الآية (٢١) في سورة النور ، حتى نهاية السورة) ، وتتضمن ثلاثة فصول: عددًا من المباحث العلمية المتعلقة بعلوم التفسير ، سواء فيما يتعلق منها بعلوم القرآن: كالمناسبات ، وأسباب النزول ، والقراءات ، والناسخ والمنسوخ ، أو مايتعلق باللغويات: كالإعراب ، واللغة والمعنى ، والبلاغة ، أو مايتعلق بالمسائل العقدية والفلسفية ، أو مايتعلق بالأحكام الفقهية ،وفي الباب الثالث المعنون بـ ( المقارنة بين تفسيري الإمامين من الآية (١) حتى الآية (٢٠) من سورة الفرقان ، ناقشت الدراسة أيضًا عددًا من المباحث العلمية المتعلقة بتفسير كتاب الله ؛ سواء مايتعلق منها بعلوم القرآن ، أو باللغويات ، أو المسائل العقدية ، أو الأحكام الفقهية، وعرضت الخاتمة لأهم النتائج التى توصلت إليها الدارسة ، وعددًا من التوصيات العلمية المهمة.