لم الشمل
جملة هادئة تنزل السكينة على النفس وتحمل من المعاني أطيبها وأخيرها والنفس البشرية والإنسانية السوية بفطرتها تميل إلي التماسك والترابط وعدم
الحراك والنزاع والتخاصم والتباعد
ويتعدد مفهوم لم الشمل إلي أفرع عدة
كالسعي فى الصلح بين أطراف بعض العائلات المتناحرة أو الأسر والأخوه المتخاصمة أو الجيران والأصدقاء حين ينشأ بينهم خلاف أو خصام
ومن أهم الأفرع التي يرغب الكثير أن يقدمون السعي فيه هو لم شمل الزوجين والحقيقه أنه من الأهمية بمكانه لما يترتب عليه من إستقرار للأسر والأولاد والحياه بشكل عام لهذا الكيان القائم
والذي يتطلب منهما وعي وفهم وإستيعاب بأن الإختلاف بينهم وارد وطبيعي فى مراحل حياتهم الزوجية سواء فى الطبع الفكر الأسلوب الهوايات فى كل شيء طالما لا يؤثر على الشكل والإطار الذى حدده الله سبحانه وتعالى لنا فى المعامله الحسنة والعشرة الطيبه حتى تستقيم الحياة بموده ورحمة ان تلاشى الحب بينهم
وعلى كليهما أن يقدم للأخر طول فترة عشرته مع شريك حياته من أفعال وسلوك وحسن طبع وعشره رصيد عامر كافي يجعله يعزز رغبة الطرف الأخر فى إعطائه فرصة جديدة للحياه معاً مرة أخرى أن أوشكت حياتهم على الإنتهاء فكلما كانت العلاقة قوية بينهم فى أغلب مراحل حياتهم المختلفة و تتمتع بقدر كافي من الترابط والمحبه والموده ، من الحنان والعطف والإحتواء ، من الإحترام والتقدير المتبادل وسماع كل طرف للأخر واحترام وجه نظره وان كانت مختلفة عنه
وكلما كانت الذكريات الحلوه بينهم كثيرة وعديدة فى المناسبات الحياتية وكان داخل الأنفس سكن وراحة من كلاهما للأخر حتماً سيسعى كلاً منهم فى استرداد الأخر بما أوتي من قوة فالعشر الطيبه والأخلاق الحسنة تعمق وتعزز مدى الترابط والتماسك بينهم وتجبر أي زلل أو معترك يعترك حياتهم ان دارت عليهم دائرة الحياه و تكالبت عليهم الأغيار بالتباعد وعدم التوافق والإنسجام
فاحذر من تلك الأفعال وقت الخصومة حتى لا تعزز إستحالة لم الشمل مرة أخرى
* لا تكن مثل المنافق وقت الخصومة وتتحلى بصفاته
إذا خاصم فجر ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتُمن خان ،
وإذا حدث كذب
* لا فجور أثناء الخصومة بالأكاذيب والإفتراء وتزيف الحقائق
* لا نسيان أو نكران للفضل وعدم الإقرار بالمعروف
* لا إحتقار لفعل مهما كان بسيطاً وتضئيل كل شأن عظيم
* لا انتهاك واغتيال معنوي ونفسي يؤدي لصدمة طرف فى الطرف الأخر ويؤدي لإنهيار مكانتة فى قلبه وإسقاط هبته فى عينيه ورؤيته ضئيل القيمة بعدما كان تراب قدمية يساوي الأرض بما تحوي ماساً وذهباً وفضة
فحذر لأنك حين ذاك مهما اجتهدت فى السعي للم الشمل بعد اجترافك تلك الأفعال وقت الخصومة حقاً تكن مثل الذى ينحت فى البحر ولم تجلب من وراء
سعيك هذا غير العناء
فلنتقي الله فى بعضنا البعض نعلم أن الله رقيب سميع بصير أن كنت أبلغ من شريكك فى لحن القول وتأخذ من الحقيقه وجهاً عابرا تجيد به رسم الأكاذيب والإفتراء على الشريك وتصدق نفسك بما تقول وتزعم من أحاديث وأقوال وقصص وروايات ما أنزل الله بها من سلطان كى تظهر نفسك أنك المحق
فعلم أن الله ناظرك وهو شاهدك وأعلم إنك بمرور الوقت سوف تندم على ما اقترفت ولم يشفع لك ندم ولا توبه عند الشريك ولم تثمر مساعي الأخرين شيء ولو ملئت الأرض ذهباً
فصنع ما يشفع لك أن دارت عليك الأيام والليالي
وعلمتك السنين والمواقف من هو الأصيل الذي لا يعوضه الزمن ومن هو العيرة الذي لا يُقدر بنعل القدم
فلا تشتري الرخيص وتفلت الغالي من يداك فتصبح الخاسر الوحيد فلم ينفعُك ندم..