تأثير انفصال الوالدين على حياة الابناء الاجتماعيه والنفسيه
وقد يعتقد البعض من الاشخاص ان آثار الانفصال لا يؤثر إلا على الزوج والزوجه فقط، حيث أول من يتأثر في الطلاق هم الابناء، وقد تؤدي المشاكل العائليه الي التأثير النفسي على حياة الابناء وحالتهم النفسية، وقد تؤدي لتغيرات سلبية على سلوكيات الأبناء، وربما يواجه الابناء صعوبه السيطرة على مشاعرهم وتقبل قرار الانفصال، فتسبب لهم مشاكل نفسيه، تؤدي إلي عدم تكيف الابناء بانفصال الوالدين، ومن الممكن ان يشعر الابناء بخيبة الأمل والشعور بالوحدة في حال انفصال الوالدين، وتختلف هذه المشاعر بحسب نضج وفهم الابناء للأمر، وعلى الرغم من ان قلق الانفصال شائع بين حديثي الولادة وذلك عند غياب الام عن واليدها، فيشرع الطفل في البكاء، إلي أن تأتي اليه والدته فيتشبث بها ويحل هذا الاضطراب قبل بلوغ الطفل عمر السنة والنصف، إلا أن هذا الاضطراب قد يظهر عند الاطفال الأكبر سناً في حالات الطلاق، من المعروف أن بعد حدوث حالة طلاق لابد للأبناء أن يذهبوا للعيش أما مع الأب وعائلته، أو مع الأم وعائلتها، فيضيع الابناء بين الأب و الأم ويشعر بالحزن، حيث يشعر الأبناء بالقلق والاجهاد النفسي بسبب التفكير المتكرر و الدائم بأسباب انفصال الوالدين، وقد يلام أحد الوالدين او كليهما بسبب ما حدث للأسرة، أو يكون الغضب موجهاً لذاته "داخليا" حيث يلام نفسه على طلاق أبويه، ويشعر بالذنب والألم، مما يؤثر على مشاعرهم ويزيد شعورهم بالاحباط والخوف، وقد يشعر بالغضب تجاه احد الوالدين الذي يعتقد انه كان سبب الانفصال،
التأثير الاجتماعي على حياة الابناء
يشعر الأبناء بالحيرة والخوف عندما يكون الوالدين في حالة توتر دائمة، مما يؤثر على قدرتهم على التركيز في الدراسة والمشاركة الاجتماعية، وربما سبب كره الأبناء لبعض الآباء عدم تحمل المسؤولية، وهي من أسباب كره الأبناء للآباء فكثير من الأبناء ينشؤون في ظل أب لا يتحمل أعباء أسرته، ولا يتحمل مسؤوليتهم المادية والنفسية والأسري، وهناك نوع من الآباء يتركون أبنائهم ويتخلون عن مسئوليتهم تمامًا فلا يفكرون في النفقات ولا الاهتمام بشؤون أبنائهم، ولم أنفي أن بعض الأمهات يتركون ابنائهم ويتخلون عن مسؤوليتهم أيضا لكن غالباً يكون الترك الأب لأسباب عديدة مثلااا دخوله في علاقة عاطفية غير سويه أو تعاطي للمواد المخدرة فبالتالي يتخلى عن ابناؤه، فهذا يطلق عليه عقوق الآباء للأبناء وسيسألون عن ذلك يوم القيامه، فالمشاكل الأسرية تسبب في تكوين صورة سلبية لدى الأبناء حول العلاقات الإنسانية والعاطفيه، حيث يمكن أن ينتج عنها انعزال الإبن وعدم قدرته على بناء علاقات صحية مع الآخرين، وقد يكونوا الأبناء الذين نشأوا في بيئة محاطه بالمشاكل الدائم والصراعات بين الوالدين والتي تؤدي إلى الانفصال فيعتقدون أن علاقتهم الزوجية تكون عرضة للطلاق أيضاً ويمكن أن يكون السبب في ذلك انعدام الثقة والأمان في دخول علاقات خوفاً من أن تكون مثلا علاقة ابويه، و يمكن أن تظهر تأثيرات الطلاق الاجتماعية على الأبناء من خلال ضعف قدرة الإبن من موجهة المجتمع والافراد الآخرين المحيطين به بسبب المشاعر السلبية التي تظل عالقة به، وارتباطه باحد والديه فقط وهو الحاضن له وابتعاد عن الاخر، وعدم الالتقاء به او محادثته فترات طويلة، مما يجعله يشعر بالاستياء والكره والغضب منه، وبالمقابل يتعلق بالحاضن، ويخشي فقدانه أو هجره له لاحقًا، مما يؤثر على مشاعره الداخلية ويزيد من شعوره بالخوف والتوتر والإحباط
ولو قدر أن وقع الطلاق فليس في طلاقها ظلمنا للأبناء، ولكن ينبغي الحذر من أن يكون فراقكم مؤثراً على نشأتهم، او أن يحدث تنازع بينكم في الحضانة ينعكس سلباً على حياتهم ففكروا بابنائكم قبل اتخاذ قرار الانفصال