تقرير :جمال عبد العاطي
ولد الفنان إبراهيم فرح سنة 1951 بحي السيدة زينب بالقاهرة لأب وأم من أسوان (جنوب مصر)، وأحب التمثيل منذ صغره، وشارك في المسرح المدرسي، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قبل أن تجبره ظروف عائلية على ترك المعهد والنزول للعمل؛ لكنه ظل محباً للفن وللوسط الفني، وفق ما عرَّف نفسه في.
يعتبر إبراهيم فرح من الوجوه المميزة في الدراما المصرية، حيث تعلق به الجمهور بسبب أدائه في مجموعة كبيرة من الأعمال منها “الخواجة عبد القادر”، “شيخ عرب همام”، “كفر دلهاب”، “حلاوة الدنيا”، “واحة الغروب” و”الزبيق” وقام بدور الشيخ عبد القادر فى مسلسل الخواجة عبد القادر وأبدع فى هذا الدور المحورى فساهم فى نجاح المسلسل، واستطاع مجاراة عملاق التمثيل يحيى الفخرانى فى المشاهد التى جمعتهما، معا يعتقد الكثيرون أنه من أصل سودانى من شدة اتقانه للهجة السودانية.
اشتهر باسم الشيخ عبدالقادر أكثر من شهرة اسمه الحقيقى، وتنطبق حكمة المحبة التى قالها فى هذا المشهد على محبته للفن والتمثيل ” فهو يحب الفن حتى وإن منع أو بعد أو غاب”، وحتى وإن لم يمنحه ما يستحق من أدوار تتناسب مع موهبته وبراعته الفنية التى أثبتها فى هذا الدور الذى كان من أكثر أدواره مساحة وتأثيرا، وأثبت من خلاله انه يستحق أدوارا أكبر، ولكنه يكتفى بالمتاح.
وعن حبه للتمثيل قال :”التمثيل بيجرى فى دمى من الصغر، وكانت أسرتى محبة للفن ، فكان جدى يعزف على العود ، ويمتلك والدى صوتا جميلا ، فكنا نجلس فى ساحة واسعة خلف منزل جدى فى أسوان ونستمع للغناء والعزف ، كما كان أخوالى على درجة كبيرة من الثقافة والقراءة وحب الفن”.
وتابع :” فى طفولتى اشتركت بفرق التمثيل بالمدارس ، ومنها تعرفت على الفنان الكبير نور الشريف وكان له تأثير كبير فى حياتى، وبعد حصولى على الثانوية العامة التحقت بمعهد الفنون المسرحية ولكننى تركته بعد اسابيع لأعمل فى شركة الحديد والصلب، ورغم ذلك لم أنقطع عن المعهد ولم أترك الفن فكنت أمثل فى فريق التمثيل بالشركة وأشارك فى مسابقات التمثيل ، حتى فزت بجائزة ممثل أول فى الإلقاء الفردى على مستوى الجمهورية عن تجسيد شخصية حمدى فى مسرحية “ليلى والمجنون” لصلاح عبدالصبور”.
لم يكن هذا الفوز حافزا للفنان إبراهيم فرح بل رأى فيه نهاية الطريق الشاق :” قلت خلاص الحكاية صعبة وأنا مش لاقى سكة والوسط الفنى مليان هاروح فين وسط هؤلاء وأنا ظروفى صعبة ، اهتم بالشغل والدخل والمسئوليات”.
كان للصدفة دور كبير فى حياة “الشيخ عبد القادر”، ففى الوقت الذى قرر فيه التوقف عن التمثيل قابل زميله فى المعهد المخرج زكريا يوسف شقيق الفنان حسن يوسف وكان يستعد لمسلسل أطفال بطولة حسن يوسف باللغة العربية الفصحى :” كنت مشهورا بإتقان اللغة العربية لأن أسرتى كانت تهتم بتحفيظى القرآن فى الصغر، و قال لى مش عاوز تحترف وتقف أمام كاميرا فقلت له ايدى على كتفك، وكلمنى فى أغسطس 2001 ، وكان عمرى وقتها 49 سنة ، وسبحان الله كنت خرجت معاش مبكر من أيام ، وبالفعل شاركت بالمسلسل ومع أول مشهد صفق لى الجميع ولم يصدقوا أننى لم اقف أمام كاميرا من قبل وبكيت من شدة التأثر”.
وقال الفنان إبراهيم فرح أن لون بشرته الأسمر كان سبب اختياره فى الكثير من الأدوار التى قام بها، وأنه لم يكن مرشحا لدور الشيخ عبدالقادر ولكن كان سيؤدى دور صغير فى المسلسل وهو دور أحد مريدى الشخص الذى يغار عندما يعطى الشيخ عباءته للخواجة، وكان يقوم بدور الشيخ عبدالقادر ممثل سودانى يعمل فى سوريا ، ولكنه كان لا يفيق من الخمر”، وبعد رفض الفنان يحيى الفخرانى مشاركة الممثل السودانى رشح ابراهيم فرح لأداء الدورليكون أحد أهم أدواره وأهم محطات مشوار حياته الفنى.
توفى الفنان إبراهيم فرح الشهير بـ”الشيخ عبدالقادر”،
يوم الجمعة 17 يناير 2020 م، داخل غرفة للعناية المركزة بأحد المستشفيات الخاصة بالمهندسين، عن عمر يناهز 68 عاما، وقالت سارة نجلة الفنان إبراهيم فرح – فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – “إن والدها توفى بعد تدهور حالته الصحية خلال الساعات الماضية، ولم تحدد الأسرة بعد موعد تشييع الجثمان”.
تعرض الفنان إبراهيم فرح لأزمة صحية مفاجئة أثناء تصويره أحد الأعمال الفنية ودخل على إثرها فى غيبوبة لمدة 3 أيام، غير أن حالته الصحية شهدت تحسنا ملحوظا قبل أن يقرر الأطباء خروجه من المستشفى، إلا أنه تعرض مؤخرا لأزمة صحية جديدة دخل على إثرها العناية المركزة.