بلاشك إن ما حدث خلال تلك الأيام الماضية أثناء فاعليات أكبر وأهم تجمع لكرة القدم في العالم ،ألا وهو مونديال كأس العالم ،والذي يقام كل أربع سنوات ،والذي يقام حالياً على الأراضي القطرية لأول مرة في تاريخ الدول العربية، منذ نشأة كأس العالم عام ١٩٣٠.
إن ما حدث يعتبر لفتة ٱنسانية رائعة و مدعاة للفخر لكل عربي ومسلم على حد سواء ، حيث تناولت وسائل الإعلام والسوشيال ميديا واقعة الشاب العربي ، والذي ظهر من خلال فيديو ، وهو يحمل طفلا على كتفه بعد إنتهاء مباراة منتخب البرازيل الملقب ب “السامبا ” ومنتخب صربيا في كأس العالم، والمقام حاليا بقطر الشقيقة ،حيث تطوع هذا الشاب ذو المروءة والشهامة و المتوشح بعلم فلسطين بتقديم المساعدة لحمل هذا الطفل الذي غلبه النعاس ، وذلك عندما وجد والدة الطفل عاجزة عن حمله نظرا لثقله ، وذلك اثناء سير الأم وطفلها مسافة طويلة نحو محطة مترو الأنفاق ، وهو لا يدري أن هذا الطفل ما هو إلا حفيد ” تيتي ” مدرب منتخب السامبا.
ولقد أفصح مدرب السامبا عن تفاصيل هذه الواقعة خلال المؤتمر الصحفي ، وكان متأثر كثيرا بهذا الموقف النبيل والإنساني من هذا الشاب الذي لا تربطهم به أي علاقة سوى رابطة الإنسانية والتي لا تعرف فرق بين أببض أو أسود ولا عربي أو أعجمي ، وقد بدأ عليه التأثر الشديد ، حيث سيطرت عليه حالة إنسانية من أحاسيس وجدانية ومشاعر جياشة ، وسبقت دموعه حديثه راجيا من الجميع المساعدة في الوصول لهذا الشاب ،لتقديم جزيل شكره وامتنانه لهذا الموقف الجميل والرائع ، وقد يعتقد الكثيرين إن هذا الأمر بسيط وتافه ولا يستحق هذه الضجة المبالغ فيها ،ولكن هذا الأمر الهين بالنسبه للمدرب وابنته عملا جليلا و انسانيا فاق الوصف و من وجهة نظرهم يستحق الإشادة والثناء ،حيث أنهم وجدوا صورة مختلفة تماماً على أرض الواقع غير الصورة السوداوية ،التي تنشرها أبواق آلة الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين ،بأنهم دعاة إرهاب وهمجية ، فوجدوا الأمر عكس ذلك بالمرة ، وتيقنوا أن الإسلام واتباعه بعيدين كل البعد عن تلك التهم النكراء .
وبالفعل توصل المدرب لهذا الشاب ،وأهدى له أغلى ما يملك قميص المنتخب البرازيلي ،موقعا عليه من قبل لاعبي منتخب السامبا .
ولم يدر بخلد هذا المدرب، أن ما أقدم عليه الشاب العربي من تقديم يد المساعدة لأسرته ، ما هو إلا تطبيق لتعاليم ديننا الحنيف والسمح وإتباع لوصايا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
فالأحاديث النبوية في هذا الامر كثيرة ، اذكر منها لكم ،الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين ، كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ، كلكم لآدم وآدم من تراب ،فإن ما حدث ما هى الا رسالة للعالم أجمع بأننا جميعا أخوة في البشرية ننتمي لأب واحد وأم واحدة وتربطنا جميعا الإنسانية والرحمة والمحبة والتعاون بغض النظر عن الدين والعرق والجنس .
بقلم : محمد عبد الرحيم