للأسبوع الثالث على التوالي يحقق برنامج (ثقف) متابعة لمستخدمي
الاعلام الاجتماعي ووالوكالات الاخبارية والمحلية وذلك لانه يعد من البرامج المزدخرة الثراء
بالارث الشعبي المعرفي، من خلال نشر الثقافة الشعبية من قصص الأمثال الشعبية
حيث يجسد أصالة الاجيال وعراقة حكمتهم في مشهد ثقافي ينقلها من أجيال اندثرت إلى جيلنا الحالي الذي يعاني من انسداد في شريان الثقافة والارث المعرفي وذلك للتطور
المستمر في الأجهزة الذكية مماساهم في خلق جيل خالي من التجارب والحكمة وذلك من خلال طمس ملامح هويته الثقافية وحجب المعرفة
ذلك وانطلاقا من المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتق الموسسات المجتمع المدني والكتاب والمعلمين والمثقفين جاء هذا البرنامج ليحمل لهم الإنعاش الثقافي المعرفي للارث الشعبي واحياء فن اسلوب سرد القصص الذي كان في المجالس الشعبية الدسمه بالحضور لسماع هذه القصص ذات السمات المشوقه للحضور والمتسلحة
سنتجول معا في حديقة الأدب العربي لنجني لكم ثمرة الحكمة والخبرة من شجرة
قصص الأمثال العربية التي تنتمي جذورها إلى عصور متعاقبه ونبدأ
بقصة المثل (الحكي الك ياجارة واسمعي ياكنه)
1_ المثل “الحكي إلك يا جارة واسمعي يا كنة”
الأصل فيه (إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة)، ويقال هذا المثل لمن يتوجه بالكلام إلى أحد غير المقصود به، حيث تعود قصة المثل إلى سهل بن مالك الفزاري الذي قصد النعمان فمرَّ بأحياء طيء
وفيها سأل عن سيدها فقالوا الحارثة، ولما قصد بيت الحارثة لم يجده بل وجد أخته، فأدخلته وأكرمته، وكانت امرأة جميلة من أشراف قومها، فرغب سهل بها ولم يجد سبيلاً ليقول لها ما يجول في خاطره، فجلس في حديقة البيت ينشد:
يا أختَ خير البدو والحضارة كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرَّة معطارة إياكِ أعني واسمعي يا جارة.
فأرسل قوله مثلاً يراد به قول أمر يقصد به التلميح، فخاطب غير المقصود بغير المراد، ومثله في العامية (الحكي إلك يا جارة واسمعي يا كنة).
2- “إنك لا تجني من الشوك العنب” ومتى يستخدم
يقال أنَّ صبياً رأى والده يزرع شتلة في الأرض، وإذا به بعد فترة يقطف منها العنب وقد كبرت وحان موعدها، فقام الغلام وزرع شتلة من نبات شوكي، انتظرها لتكبر فيجني منها العنب كما جنى والده.
فلما انتظر ولم يجد إلا الشوك سأل والده عن الأمر، فأجابه:
إنَّكَ لا تجني من الشوك العنب، حيث يستخدم هذا المثل للدلالة على العلاقة بين نتائج الأعمال وأسبابها، وعليه المثل الذي يقول: اللي بيزرع هوا بيحصد ريح، أو المثل القائل: اللي بيزرع بيحصد.
3_قصة “أبصر من زرقاء اليمامة”
قصة زرقاء اليمامة من أشهر أمثال العرب، حيث يحكى أنَّ زرقاء من قوم جديس سميت بالزرقاء لزرقة عيونها.
امتلكت بصراً حاداً حتَّى أنَّها كانت ترى القادمين قبل وصولهم بثلاثة أيام! وقيل أنَّها كانت تطحن الإثمد (الكُحل العربي) وتملأ به عينها.
وفي يوم من الأيام قتلتْ جديسٌ رجلاً يدعى (طمس)، فراح أهل القتيل إلى الملك حسان التبع اليماني (هو الذي قتله كليب والزير سالم لاحقاً) يسألونه الانتقام لابنهم.
وعندما اقترب التبع من موقع جديس (وكان قد علم عن زرقاء اليمامة حدَّة بصرها وقد ذاع صيتها بين العرب أنَّها ترى الشيء من مسيرة ثلاثة أيام) أمر رجاله أن يلبسوا أغصان الأشجار كنوع من التمويه.
بالفعل رأت زرقاء اليمامة أشجار تتحرك، فقالت لقومها:
“يا قوم قد أتتكم الشجر… أو أتتكم حِمْيَر”.
لكنهم لم يصدقوها، وقالوا فيما بينهم أن زرقاء لم تعد كما كانت بل صارت تتوهم شجراً يمشي، فباغتهم التبع وجنوده وقضوا عليهم عن بكرة أبيهم وقيل أنَّهم قتلوا زرقاء اليمامة واقتلعوا عينها فوجدوها محشوة بالإثمد، ومن قول اليمامة أيضاً:
أقسم بالله لقد دبَّ الشجر… أو حِمْيَر قد أخذت شيء يُجر
3_قصة “جوِّع كلبك يتبعك”
أول من قالها ملك من ملوك حِمْيَر، وهي قاعدة سياسية بحتة اتبعها غيره من الملوك، حيث كان الملك الحميَري ظالماً يسلب الناس أرزاقهم ويجعلهم بالكاد يأكلون.
ولم يحفل بالنصح الذي يأتيه من مستشاريه، فلما جاءته زوجته وقد رقَّ قلبها لحال الناس أو خافت منهم؛ فقالت له:
إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونحن في العيش الرغد، وإني أخاف أن يكونوا عليك أشياعاً وقد كانوا أتباعاً.
فأجابها الملك:
“جوِّع كلبك يتبعك” وذهبت مثلاً.
قصة مثل “في الصَّيفِ ضَيعتِ اللبن!” ومتى يستخدم
وهذا أيضاً من الأمثال الشهيرة عند العرب، وأصله أن امرأة كانت تعيش مع رجل ميسور الحال لكنه كبير في السن، فاختلفت معه وتطلقت منه وكان طلاقها منه في موسم اللبن.
ثم تزوجت من شاب فتي وجميل لكنه كان ضيَّق الحال، ولما جاء الصيف وأرادت اللبن فلم تجد إلَّا عند زوجها الأول.
لذا أرسلت تطلب اللبن منه؛ فأجابها: “في الصيف ضيعت اللبن”، ويستخدم هذا المثل للدلالة على التسرع باتخاذ القرار والتخلي عن النعمة ثم البحث عنها بعد فوات الأوان.
ولاثارة عنصر التشويق لسماع قصص الأمثال نلتقي بكم في برنامجنا الاسبوعي (ثقف)
فمازال قلمنا ينزف بالكثير من الحكمة والمعرفة نستخلصها لكم في قصص الأمثال الشعبية
كتبت /زين حسني علي