بقلم الدكتور / ياسر جمعة
يعانى ذوى اضطراب التوحد من اضطرابات فى العمليات المعرفية ، وبالتالى لديه تمييز بصرى ضعيف ، ومشاكل فى الادراك البصرى ، فاضطراب الانتباه البصرى له من الآثار السلبية على توافق التوحديين واندماجهم فى المجتمع ، حيث يترك اضطراب التوحد آثارا سلبية لاسيما الجانب المعرفى ، وخاصة الانتباه ، كأن يبدو الطفل التوحدى كالأصم أحيانا ، ولا يعير الآخرين من حوله أى اهتمام ، وهو ما يعرف باللامبالاة السمعية والبصرية ، على الرغم من أنه لا يعانى من القصور السمعى ، بالاضافة الى انهم يركزون الانتباه على اشياء بسيطة ، والى اجزاء من الاشياء ، حيث يوزع نظره على الاشياء دون التركيز على شئ محدد منها ، ويعجز عن تجزئة مصادر الانتباه لديه الى اكثر من مهمة فى نفس الوقت اى يصعب عليه عملية الانتقاء ، ويرى الاشياء على اطراف مجاله البصرى ، ويعتمد انتباهه البصرى للمثيرات على مقدار انجذابه لتلك المثيرات ، كما تتطلب مهام الانتباه البصرى الاحتفاظ بحالة من الاستشارة والتهيؤ الذهنى التى تسمح له بالتركيز المقصود لانتقاء مثير بصرى من بين المثيرات البصرية الاخرى .
التواصل البصرى وعملية الانتباه :
لكى يحدث التواصل البصرى للتوحديين لابد من تدخل عملية الانتباه ، فبدونه لن يتمكن الفرد من تعلم شئ فى اية بيئة تعلم ، فالعنصر الاكثر اهمية لحدوث التواصل البصرى هو الانتباه الذى يعمل على الحفاظ على التواصل البصرى ، وزيادة مدة التركيز ، ومن الطرق الفعالة للحد من ضعف الانتباه والفهم هى الأنشطة التربوية بشكل عام وبالأخص الأنشطة الحركية التى تسهم فى تنمية الانتباه البصرى لدى الطفل التوحدى ، فالمثيرات القادمة عن طريق الحواس مثل العين والأذن واللمس تدعم جودة الأداء الحركى للطفل التوحدى ، كما أنها ضرورية فى عملية التحكم الذاتى لضبط أداء الطفل لحركاته بما يتوافق مع ظروف البيئة من حوله ، وأن الأداء المستمر للأنشطة التربوية بشكل عام ، والأنشطة الحركية بشكل خاص تحسن من جميع قدرات الجسم ، بما فى ذلك القدرة على التخلص من السموم والفضلات ، كما تزيد من تدفق الاكسجين الى الخلايا ، لا سيما الخلايا الموجودة بالمخ ، ومن ثم فإن التمارين الرياضية عامة ، وفى الهواء الطلق خاصة تحسن الانتباه البصرى لدى الطفل التوحدى ، وتقلل من سلوكيات اثارة الذات ، فالأنشطة الحركية هى أفضل طريقة للكشف عن سلوكيات الأطفال ذوى اضطراب التوحد ، وامكانية تعديلها وتوجيهها فى بيئة مرحة وايجابية ، فضلا عن أنها تحسن نمو القدرات الذهنية والمستقبلات الحسحركية ، لذا يجب على الآباء والمعلمين تضمين برامج تعليم وتأهيل الأطفال للأنشطة التربوية عامة والأنشطة الحركية خاصة ، فالأنشطة التربوية وما تتضمنه من (الرسوم المتحركة والالعاب) تساعد على تنمية التواصل والانتباه البصرى للطفل التوحدى ، لما لها من تأثيرات متعددة على الجوانب المعرفية والسلوكية للأطفال التوحديين ، وأن المؤسسات التربوية تسعى الى استثمار مميزات الرسوم المتحركة وجعلها وسيلة تعليمية .