ذكرت الدكتورة إيمان علاء الدين، عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة، حول التعليق على انطلاق قمة المناخ امس، ان هناك العديد من الدول تعمل علي إبراز أفضل مالديها خاصة في المحافل الدولية ولكن يظل انطلاقة التنفيذ عائق أمام البعض، فالعالم قرية صغيرة يؤثر ويتأثر ببعضه،واشارت اننا جميعا، قادة وحكومة وشعب، على هذا الكوكب نتحمل مسئولية إنقاذه من خلال تعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي على كافة الاصعدة.
واشارت الدكتورة إيمان علاء الدين إلى كلمه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهوريه، ووصفتها بالكلمات الحاسمة والتي تضمنت رؤيه واضحة للدوله المصريه للتكيف والحماية من ظاهرة تغير المناخ كما تضمنت الكلمة تقرير موجز عن أبرز ما قدمته مصر في ملف الوفاء بالتزاماتها خلال اتفاق باريس للحد من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى وضع خطة تنفيذية محددة بمؤشرات قياس الأداء لمبادرات مصر التنموية والمستدامة للتكيف مع ظاهرة تغير المناخ.
وأضافت الدكتورة إيمان علاء الدين ان كلمة السيد الرئيس السيسي، شملت على ضرورة اتخاذ بعين الاعتبار الي حجم التحديات التي تواجها فضلا عن عدم مشاركتها بالنسبة الأكثر في الانبعاثات بإعتبارها لا تحوي صناعات كثيفة الانبعاثات، كما شدد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة تنفيذ الدول المتقدمة لالتزامتها خاصة في ما يتعلق ببند مساعدة الدول النامية في جهود التخفيف من حده المناخ والتكيف معها بمبلغ ١٠٠ مليار دولار سنويا.
وتابعت الدكتورة ايمان علاءالدين الحديث عن خطورة تغير المناخ على الإنسانية جمعاء في شتى بقاع الأرض وأضافت ان رد فعل الطبيعة الغاضبة لم ولن يكون مبشرا فقد شاهدنا في الأيام الأخيرة الماضية العديد من الحرائق والانهيارات الجبليه والانهيارات الثلجيه والاعاصير والفياضنات في مختلف دول العالم. وأضافت الدكتورة إيمان علاء الدين اننا على اعقاب كارثه الاشد ضررا من نوعها في مختلف أنحاء العالم وستصعب علي الاجيال القادمة فرصة التكيف والبقاء في ظل تدهور الأنظمة الايكولوجية بسبب آثار تغير المناخ. كما أضافت ان كل يوم يمضي ولم يتخذ فيه الجميع ولاسيما الدول المسببة للانبعاثات، إجراءات تنفيذية متنوعة ومتكاملة في العالم أجمع هو يوَم ضائع. فيجب علي الجميع التحلي بالطموح فمازال الوقت أمامنا لاستعادة كوكبنا ومواجهة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ.
اشارت الدكتورة إيمان علاء الدين عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة إلى أن أبرز الحلول والاليات التنفيذيةالمقترحة للتخفيف من ظاهرة تغير المناخ تشمل ان الدول الناميه بشكل عام و الدول الافريقيه بشكل خاص تعمل على تعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولي بالاضافه الى ضروره الالتزام الدول الصناعيه بتعهداتها في اطار اتفاقيه باريس لتغير المناخ والتوجه الى الاقتصاد منخفض الكربون، وتفعيل أطر الشفافية والابلاغ عن الانبعاثات ووضع نظم للرصد والتقييم بالإضافة إلى نشر التعليم الخاص بالتكييف والتنسيق مع شبكات المجتمع المدني التي ترتكز على معالجه المخاطر والحد من الآثار السلبية للمناخ. بالإضافة إلى ضرورة تعزيز دور وتمكين الشباب خاصه في مجال الجهود والتعليم في العمل المناخي كما أن تحول الاقتصاد التقليدي الى الاقتصاد الاخضر والتكيف مع ظاهرة تغير المناخ بالإضافة إلى ضرورة ابرام الشراكات مع القطاع الخاص في هذا الإطار وتعزيز التنميه المستدامة مع تنميه الاحتياجات التكنولوجية بما يتفق مع منطلق الحفاظ على جوده البيئه واستحداث مشروعات خضراء ومشاركه كافة الأطراف المعنية في عمليات التخطيط والتنفيذ مع امكانيه ازاله مخاطر الاستثمار لتشجيع القطاع الخاص والمجتمع المدني على المشاركه بايجابيه. كما تتضمن الآليات التنفيذية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ تنظيم الانشطه التوعويه واستحداث ادوات ماليه جديده والمشاركة مع الجمعيات الصناعيه ودمج القطاعات المختلفة لتنفيذ مكون الحفاظ على البيئة بالإضافة إلى ضرورة توفير المعلومات والبيانات الدقيقه وخاصة فيما يتعلق بالوفاء بالتزامات الدول وتعليم وتدريب بناء القدرات والتوعيه العامه لجميع فئات المجتمع بضرورة العمل سويا لإنقاذ هذا الكوكب. فضلا عن أهمية دور الاعلام في نشر الثقافه الخضراء في كافة مناحي الحياة والعمل سويا للحد من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ وخفض الانبعاثات الضارة.
نوهت الدكتورة إيمان علاء الدين عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة على أنه على الرغم من أن مصر لاتعتبر من الدول المتسببة في الانبعاثات الكثيفة على مستوى العالم؛ الا أن الدولة المصرية حريصة على تنفيذ كافة التزاماتها في إطار الموارد المتاحة. فمنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، تعمل مصر على خفض الانبعاثات لتقليل البصمه الكربونيه والحد من اثار تغير المناخ من خلال خطة عمل متكاملة تعمل بشكل مستدام ومتميز والتي من ابرزها وصل دعم الدولة المصرية للمشروعات التنمويه والمستدامه للتكيف والتخفيف من ظاهرة تغير المناخ الي نسبة ٥٠٪ عام ٢٠٢٠ ومن المرتقب ان تصل الى نسبه ١٠٠٪ في عام ٢٠٣٠ كما ان مصر عملت على إنتاج ٢٠٪ من مصادر الطاقة المتجدده ومن المتوقع ان تزيد نسبتها الي ٤٢٪ عام ٢٠٣٥ بالاضافه الى دعم ترشيد الطاقه والنقل النظيف وتشجيع استخدام وصناعة السيارات الكهربائيه والبنيه التحتيه والاداره المتكامله للمدن الساحليه و طرح سندات خضراء وإعداد الاستراتيجيه الوطنيه لتغير المناخ ٢٠٥٠ والتي تتضمن وضع السياسات والأهداف الخاصة بالدولة المصرية مع الاخذ في الاعتبار التحديات الناتجة عن مواجهة فيروس كورونا.
وأضافت الدكتورة إيمان علاء الدين إلى حرص الدولة المصرية على تنفيذ العديد من المشروعات للتحول الى طاقه نظيفه من خلال التوسع وإنشاء شبكه المترو والمونوريل والقطار الكهربائي وإنشاء المدن الذكيه والمستدامه وتنفيذ مشروعات لترشيد استخدام المياه و تبطين الترع والمصارف لتقليل الهدر من المياه وإنشاء الكباري والطرق الجديدة لتقليل الانبعاثات كما أن المبادره الرئاسية “حياه كريمة” مثلت دورا محوريا في تنفيذ المشروعات التنموية للحفاظ على حياة الإنسان من التأثيرات الضارة لتغير المناخ وتأتي المبادرة الرئاسية لتحويل السيارات الى غاز الطبيعي لتكون نواه لانطلاقة جديدة في مشروع النقل المستدام داخل الجمهورية الجديدة، كما يشمل تبني الدولة المصرية للصناعات والتكنولوجيا الخضراء خاصة في المصانع الجديده والتحكم وخفض الانبعاثات الضارة في المصانع القديمة خطوة هامة ورئيسية في تحسين جودة الهواء داخل الجمهورية بالإضافة إلى إقرار قانون تنظيم المخلفات والعمل على تمويل منظومة متكاملة لاداره المخلفات الصلبه والتي تكلفت ١٠ مليار جنيه لانشاء مصانع إعادة التدوير والمدافن الصحية والمحطات الوسيطه َ و انشاء البنيه التحتيه لمنظومة متكاملة.
واشادت الدكتورة إيمان علاء الدين بدور الجامعات في التثقيف ورفع الوعي البيئي ولاسيما جامعة القاهرة حيث تبنت جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، استراتيجية التحول الي جامعة من الجيل الرابع وربط العلم والمعرفة لتلبية احتياجات المجتمع والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وربط البعد البيئي بالبعدي الاقتصادي والاجتماعي، وأضافت الدكتورة إيمان علاء الدين ان جامعة القاهرة حرصت على إطلاق القوافل التنموية الشاملة والتي تضم فكر إعادة تدوير المخلفات للاستفادة منها في صناعة منتجات ذات عائد إقتصادي وتوفير تكلفة دفنها والتخلص الأمن من تلك المخلفات حتى لا تتسبب في الانبعاثات الضارة للغازات الدفيئة. بالإضافة إلى استحداث الجامعة لمكتب الاستدامة البيئة بغرض بناء القدرات الشبابية والتوعية البيئية كما أن جامعة القاهرة فازت بجوائز عديدة في مجال التنمية المستدامة وأضافت عضو هيئة التدريس أن هناك العديد والعديد من الأنشطة الريادية للجامعة في مجال المحافظة على البيئة والحد من تغيرات المناخ وتقليل البصمة الكربونية لايسع تلك الكلمات ذكرها مرة واحدة.
وأختتمت الدكتورة إيمان علاء الدين بوصف كلمة الرئيس خلال القمة بالكلمات الحاسمة التي صاحبتها خطط مفعلة ورؤية مستقبلية شاملة ليست لمصر فقط بل للقارة الأفريقية كلها، والتي عكست قدرة الدولة المصرية على الوفاء بالتزاماتها.. فكانت تلك الكلمات بمثابة دق ناقوس العمل للجميع بضرورة خفض الانبعاثات وازاله الفجوه بين التمويل والاحتياجات الفعليه والزام كافة الدول المعنية بإزالة كافة العقبات من أجل الحفاظ على هذا الكوكب من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ.
كتبت – إيمان علاء الدين