المقدمة
لا يُحيرني شيء أكثر مِن إنسان سياسي مُسيس. أراه أمامي كومة لحم جاهزة للعقاب والسجن . وأتخيله صندوقٌ بشري فارغ مِن حَيث فعالية التفكير .التي بإمكانها تغير الصغير إلى كبير ،إذا إلتزم بالشرطِ التطبيقي العَملي الفلسفي الذي في مقولة * فكر وخطط ثم نفذ * .
وبعدما حَيرني السياسي كثيراً ،ثم هزمني ولم يسكتْ. وواصل الصُراخ والكِفاح والنضال مِن دَاخل سَجنه ،بعدما سجنوه بحُكم أنهم أقوى منه .ومِن خارجِ قبرهِ بَعدما قتلوهُ، فتواجدَ فِي صُدورِ تلاميذهُ وطلبتهُ مُلهماً لهم وغاضباً يَحِق له إكمال ثوراتهِ المتوالية بإستخدام الأجيال المتعاقبة ..
السياسي إذاً لا يرى نفسه المَهزوم الغبي الذي أراهُ ويراهُ مَعي سادة كِبار وشبابُ صغار . وإنسان أخر بمختلف الجنسين والأعمار . ويُخالفنا الرأي ويَستمر ويَكبر . وقد خاذ معركتهُ وشق طريقهُ من البداية مُتسلحاً بقوة شخصيتهِ القـُحة، ومن أسمائهِ أرسطو طاليس وأفلاطون . ومِنْ ألدِ أعدائهِ سَادة المُلك والحُكم ورجَال القانون . وهو أيضاً مَشدود الأزر مُجبر الخاطر مُستعداً لمواصلة طريقهِ الطويلة جداً وبدون خوف، ما دام مَدعوماً من الكـُتاب والشُعراء . والمُبدعين فِي مُختلف أنواع ومَجَالات الفـُنون والإبداع . في كل الحَضارات وداخل كل العُصور على مر التاريخ البشري.
رُبما أكون الأن قد بَدأت أفهم أن السياسي شخص بدأ رحلته منذ القدم ، فأوصلته أقداره إلى هذا الزمن .حَيث تمتع بعشريات مِن الحُكم الدِمقراطي فِي مشارقِ الأرض ومغاربها . وأصبحت نهايات قلبه الشجاع متنوعة . فمنها التي هي إعدامات وإغتيالات كسابق عَهده طويل الأمد. ومنها التي هِي كراسي برلمانية ونياشين عَسكرية ،وأبسطة حَمراء تشريفية. وأرزاق كثيرة عَلى قدر كـَرم صناديق الإقتراع وتوفيق الله البصير السمَّاع.
وقد رأيت أن يكون لي رأي مكتوب في هذا الشأن، يستفيد منه الطلبة والأساتذة والدكاترة والتلاميذ والسياسين . وغيرهم من القراء . وأطلقت على كتابي هذا إسم ” شعر السياسات والشعر السياسي ” وأقصد بكلمة *علاقة* البحث والدراسة عن نشأة السياسة والشعر، وتفاعلهما مع بعضهما البعض . وكيف ساعد الشعراء السياسيون والعكس أي لماذا وكيف ساعد السياسيون الشعراء .
كتب لزهر دخان