بقلم : المستشار الاقتصادي الدكتور يوسف محمد خبير التطوير المؤسسي وريادة الأعمال
وصارت التکنولوجيا دافعا للإبداع والتطوير المستمر، للاقتصاد وللمجتمع والبيئة.
وأصبحت البرمج الذكية تفکر وتبرهن وتحاكى وأحيانا تتفوق على العقل البشري، ثورة في کل نواحي الحياة البشرية.
وأصبحت السيارات والطائرات والسفن ذاتية القيادة، والقطاع الصحة يحدث فيه تقدم تکنولوجي كبير جداً.
وأصبح رأس المال البشري القائم علي تطبيقات هذه الثورة الصناعية الرابعة هو الأهم في تقدم وازدهار واستمراراية تنمية الدول التي صارت تتأقلم مع المجتمع الرقمي بتکنولوجياته وتطوره المستمر.
وظهرت مهن ووظائف مع متطلبات الثورة الرقمية تلبي سوق العمل الصاعد الجديد يحتاج لنوعية جديدة من رأس المال البشري المکتسب لمهارات وقدرات للتکيف مع المتغيرات والتفکير النقدي والإبداعي، والتحليل الاتصالي الجيد، مع القدرة علي التعامل والتفاوض من خلال استخدام التکنولوجيات الحديثة الرقمية المتسارعة والحاجة لکفاءات وقدرات جديدة تعمل في مهن ووظائف ومستويات مختلفة.
واختفاء مهن ووظائف کثيرة ليحل محلها الروبوت، وخدمات مالية منها مهنة المحاسب بظهور برامج المحاسبة المالية والتوصل لحلول الحسابات التي کان يستغرق أداؤها أسابيع، تستغرق الآن لحظات.
وتوافر البيانات الضخمة وتحليلاتها التنبؤية. ساعد شرکات تکنولوجيا المعلومات العملاقة مثل الفيسبوك وجوجل وياهو ومايکروسوفت وأمازون وغيرهم في استثمر تلك البيانات الضخمة المفتوحة وتحليلها بغية تقليل الجهد البشري واستخدام برامج الذکاء الاصطناعي وجعله يحاکي قدرات الإنسان في التفکير والتعرف علي الأشياء وتقييم المواقف المختلفة بناء علي خبرات تعلم الآلة.
وأجهزة المحمول جعلت المعلومات متاحة في يد الجميع، وتساهم في إنتاج آلاف الصور والفيديوهات والتعليقات لحظيا.
وتتعلم البرامج والأجهزة الذكية من کل هذه الصور والفيديوهات الملامح التي تميز كل شخص عن غيره وحياته وکيف يتکلم ويتعلم، برامج ذکية ترصد حوارات الأشخاص علي مواقع التواصل الاجتماعي وتتعلم کيف يحادث البشر بعضهم ببعض، وکيف يتجالدون في القضايا المختلفة. وعند ربط هذه البرامج الذکية بمعلومات علمية فإنها تصبح أفضل معلم وأفضل طبيب وحتي أفضل مستشار في الأمور المختلفة.
فتتوقع هذه البرامج لكل شخص تصرفاته واحتياجاته وتبيع الشركات هذه المعلومات للشركات التى تحتاجها لتسويق منتجاتها.
فأصبحت العروض موجهة لكل شخص على حدى على تليفونه المحمول طبقاً لرغباته واحتياجاته وافكاره، وتجعله يتعجب أحياناً وتدفعه لشراء ما يفكر فيه طبقاً للعروض المختلفة التي ساعدت هذه البرامج الذكية في بناء جسر يحقق رغبات المستهلكين والبائعين.