بقلم د / طارق حسين إبراهيم
الحافز في الحياة هو الطاقة التي تحرككم وتدفعكم إلى الأمام، من دون هذه الطاقة ستكون حياتكم رمادية لا طعم لها ولا رائحة، وستفقدون الرغبة في كل شيء.
هل فكرتم يوماً ما هي أكبر حوافزكم في الحياة؟ وكيف تجدون حافزاً لكم إن شعرتم بأنّ لا حافز لديكم؟
عندما يغيب الحافز في حياة كل منّا، وعندما يغيب الدافع الذي ينقلنا من حالة الجمود إلى حالة العمل والإنتاج، فإنّ الحياة تصبح بلا طعم، ذلك أنّ الحافز هو الذي يجعلنا ننتج ونبتكر ونتقدم ونعطي ونستمتع، والحافز هو الطاقة التي من دونها لا نستطيع أن نتحرك خطوة واحدة إلى الأمام. أن تعرفوا ما الذي يحفزكم هو أمر سيساعدكم على العثور على حافز عندما تحتاجون إلى ما يرفع معنوياتكم ويدفعكم إلى بذل الجهد لتحسين حياتكم.
إليكم هنا بعض النصائح سهلة التطبيق، التي وضعها أخصائيون في سيكولوجية الوسط المهني، والتي ستساعدكم على العثور على محفّزاتكم الداخلية.
الحوافز أنواع:
أليس ما يُحرّك الإنسان منذ نعومة أظافره هو إحتياجاته، وخاصة إحتياجاته الأساسية، فالشخص الذي يشعر بالبرد أو بالجوع أو بالعطش، سيجد بسهولة الطاقة اللازمة لكي يتحرك ويبحث عن طريقة يلبي بها حاجته. وإذا ما أخذنا بعين الإعتبار الرفاهية المادية التي يعيش فيها مجتمعنا، فإن إنتظاراتنا ستتجاوز كثيراً مجرد الإستجابة لضروريات الحياة. هناك مجموعة معقدة من الضروريات التي تجعلنا نتحرك لكي نعمل ولكي نبذل الجهد من أجل الحصول عليها، مثلاً: الحاجة إلى الرفاهية، الحاجة إلى الإعتراف المجتمعي، الحاجة إلى إقتناء أشياء مادية.. وهناك نوع آخر من الحوافز، قد يكون أقل بروزاً لكنه ليس أقل تأثيراً وقوة، حوافز تحركها رغباتنا الشخصية وأذواقنا. ونقصد هنا الأشياء التي تبدو الأكثر أهمية لكل واحد منّا وليس بالضرورة الأكثر أهمية بالنسبة إلى بقية الأشخاص. وقد يكون هذا الحافز الشخصي هو الحب، أو السلطة، أو المال، أو تكوين أسرة، أو أي قيمة أخرى شريطة أن تكون عزيزة على قلب صاحبها. إذن، فالتصرف، بناء على القيم المهمة في حياتنا، أمر يزوّدنا بالطاقة ويحفّزنا من أجل العمل.
لكل منا حوافزه الخاصة:
مثلا إحتياجاتكم كامرأة كنتِ أو رجل لا تُشبه إحتياجات غيرك من النساء أو الرجال، وإذا ما استثنينا الإحتياجات الحيوية، فإن قيم كل منا تختلف عن قيم الآخرين. لهذا، على كل واحد أن يكتشف بنفسه ما هي الأشياء التي يمكن أن تشكل قيمة بالنسبة إليه والتي يمكن أن تكون مصدر طاقة، بالتالي حافزاً في حياته. إن ما يحرّك أحمد ويجعله يعمل بجَد، قد لا يعني شيئاً بالنسبة إلى مصطفى. وما يمكن أن يشكل حافزاً بالنسبة إلى فاطمة، قد يبدو مسألة تافهة بالنسبة إلى علياء. لهذا نقول: إنّ مصادر التحفيز لكل منا مختلفة. وفي المقابل، فإن ما يبقى ساري المفعول بالنسبة إلينا جميعاً، هو أنّه إذا بدأ أحدنا في مشروع يستجيب لإحتياجاته ويتماشى مع قناعاته الأساسية، فإنّه سيشعر بالمتعة وهو يعمل فيه.